القائمة الرئيسية

الصفحات

Secret dreams

 طوال سنين الدراسة وحتى يومها هذا ظل حلم الرحيل إلى ( المدينة ) يجمح بعقلها فباحت به لحبيبها . فوعدها  وآمنت هي بوعده 


- ( سرية ) له و ( هو ) لها . كان هذا ظن معظم أهل القرية وأيضا كان ظنها ، فهي زميلة دراسته كما أن أهل القرية طالما شاهدوهما  يختلسان الأوقات يتناجيان تحت شجرة الجميز التي في آخر الغيط ...ظننا منهما أنهما بمنأى عن العيون . كما أن هناك صلة قرابة عن بعد .. فما الذي يمنع اذن؟


احلام سرية

. لكن جرأة ( سرية ) وشخصيتها القوية ، لم تعجبا أمه التي ضغطت على ابنها بدموعها ورجائها ثم بالتجريح في أخلاق ( سرية ) وجرأتها التي تشبه جراءة الرجال  ، ثم لوحت بحرمانه من ارثها . وتوجته بغضب قلبها ، وهي تتابع بعينى حداة ، الانفعالات ومدى التردد والاستجابة على ملامح وجهه


- ارادت ( امه ) أن تطمئن بنفسها . فحملت بين يديها (شبكته) ، ذاهبة الى دار ( سرية )  و ( امها ) .

 تنقل لهما الخبر الذي في القرية انتشر مطلقة سيلا من الزغاريد لأن ابنها وفلذة كبدها لم يخلف لها مطلبا ، سيتزوج من اختارتها هي له بنفسها.

 تاركا تلك ( السرية ) التي كانت تخطط لتتويهه في غربة احلامها .


-ظل هذا الامر مثار حديث أهل القرية ، كل يتساءل بطريقته مطلقا بخياله العنان ، ولم يكن هناك اقسى من خيال النسوة .


- رفعت (سرية) وجهها المكدود وعينيها الحزينتين الممتلئتين بالدموع  . ترجو أمها بصوت مخنوق حزين:

يا أمه أسکتی انت وكفاية لوم الناس .
قلبی انجرح يا أمه وسمعتى بتنداس .
الذنب دا ذنبي آنا ويعترف  .

  طاوعت أنا قلبي للحب ينجرف . 

عيون الناس محاصرانى  . تبکینی و تبكينى . ضروری أنا أرحل أنساهم وينسوني  .. رايحه فى بلد زاحمه . لا عيون تقول خدعها ، أو اغسلوا عارها


. رحلت ( سرية) الي المدينة . ينقلها ذلك القطار  ، تخفى بين جانبيها قلبا جريحاً ، واحلامها كثيرة ، وبين ملابسها صوره للحبيب الذى غدر ، كانت قد رسمتها له بقلم كحلها  تحت شجرة الجميز . تلك الشجرة المحفور عليها أسميهما والتی فى ليلة الرحيل ودعت جزعها ، وبالفاس الصغيرة انهالت على اسمه واسمها ، فبكت الشجرة لأجلها  فتعانقت حتى الصباح دموعها .


احلام سرية

-فى المدينة بدات رحله البحت عمل ، وكم  ادهشتها المقاييس التي تقبل الفتيات من أجلها  للعمل لكنها لم تفقد الأمل ودامت على التقدم لكل اعلان عن عمل .


- اقامت معها في بيت المغتربات وفي نفس الغرفه ، فتاة  جميلة عصرية المظهر واسمها ( فائزة )  تخاف من الحياة وفي نفس الوقت تتلهف على الاستمتاع بكل مباهجها  التي تسمع عنها ، وتؤمن بأن الحياة فرص ، وان قلبها للايجار وليس للبيع ، وان الحب انقرض  ، كما أن نجاح العلاقة بين المراة والرجل يقاس بمدى العائد المادى من ورائها بالنسبة للمراة • 


وقد ابتسمت (سرية)  وهى تقارن كيف أن بعضا من  حريه وحلم قد قلب الدنيا فى بلدتها رأسا على عقب ..

ماذا كانوا سيقولون اذن لو أنهم رأوا تلك ( الفائزة ) زميلة الماوی … والتي تسعی للعمل کسکرتيرة فى إحدى الشركات الكبيرة ، لتنهب من صاحبها ما تستطيعه وينهب  منها ما يريده ، حتى يصل معها بعد فترة الى فراغ فيكون الفراق الممزوج بمشاعر كراهية او احتقار أو رغبة في انتقام أو كلهم معا .. ثم تعود لتبحث من جديد عن نفس فرصة العمل ، مخفية بالصخب وبالضحكات الكثير من خيبات الأمل وتنتظر من داخلها ضربة حظ تصبح بعدها صاحبة عمل .


-كانت أفكار وأحلام ( سرية ) عن المبادىء والمثل  والنجاح في العمل في نظر ( فائزة ) أشياء متخلفة وكان هذا الاختلاف في أحلامهما يفسح المجال لكثير من المجادلة ..

صاحبة بيت المغتربات الذي يأويهما ، تشجع أفكار ( فانزة ) ، وتدلل  على صحتها بالتحسر على نفسها وهي تتذكر ليالي زمان . وتنعى جمالها الغابر، وكيف أنها لم تنتبه الى غدر الزمان ، فمتلما كسبت الكثير أنفقت الكثير ، فاضطرت عندما طعنت في السن وزال عنها الجمال أن تدير شقتها كبيت للمغتربات .. و ( سريه ) تعلق : أن ذلك ليس بمقياس - ينتابها شعور بانها ولدت في الزمن الخطأ .  تسكن روحها الوحشة والوحدة رغم وجودها في قلب الزحمة .. تتساءل بينها وبين نفسها :

-اترانى فى احلامى مخطئة ؟


- وفقت  ( فائزة ) في الحصول على فرصة العمل ، فأصبحت سكرتيره رجل الأعمال الكبير ،بعد أن لفتت نظره إليها بجمالها ومظهرها ودلعها  .. فاغدق عليها باسم فيفى بدلا من فائزة .


- مهنة  الصحافة هي أكبر أحلام ( سريه ) بعد حلمها من الزواج من حبيبها الذي كان قبل أن يغدر بها والذي تخلت فيه عن حلمها .. لم يبق لها الا حلم  الصحافة ، والذي بدأت تحت تهدید نفاذ نقودها رغم انها ومنذ أتت تتقشف في طعامها ، بدأت تتنازل تنازلا عنه اسمته ( مؤقتا ) . لحكم الحاجة صارت تبحث وحسب عن ( عمل ) لتستر به وضعها في تلك المدينة القاسية ، التي تطرق الأبواب فيها فتنفتح وتنغلق دونها . تعود الى عرض الطريق ثانية وثالثة ورابعة .. أتراك كنت على حق يا أم الحبيب المرتعد ؟ .. أتراك على حق یا فائزة ؟ هكذا سارت ( سرية ) في الشارع المزدحم . . تشغل  قلقها باحذية .. تدور حول نفسها محاولة اخفاء ذلك الثقب الذى يزداد في حذائها ۰۰ تتمتم سائلة : أهكذا حال المدن؟. .

 تبتعد عن الواقع  بأحلامها عن الآفاق الآتية ، تسرح في خيالها عما يجب ، تداعب الأجنحة لترفرف في سماء هذه المدن .  تغمض عينيها لحظة مستمتعة بحلمها . ولما تفتحهما مسرعة اثر صرخة استغاثة ، تفتح فمها دون قول • تنذهل تتسمر قدماها في الأرض وهي تشهد شابا في سن المراهقة يشهر مطواته في وجه امرأة ، يأمرها بخلع مصاغها واعطائها له . بينما الجموع كانت في ذغر وسلبية ، بينما الجموع كانت في ذعر وسلبية تبتعد .. وعينا  ( سرية ) تنقلان في سرعة بين وجه ( الجانی) والمطواه المشهرة ووجه السيدة المذعورة وهي تخلع له مصاغها وترجوه ألا يصيبها . يندفع الى عقلها ما يفعله أهل قريتها لما جاموسة في الساقيه تقع . يغلى الدم في عروقها فتندفع نحو الجانی کی تبعده ، يسبقها ( شاب جريء ) غلا الدم أيضا في عروقه ، لكن في تلك اللحظة زميل للجاني ظهر مطلقا صرخة كتلك التي يطلقها لاعبوا الكاراتيه في الأفلام الأجنبية ، مندفعا نحو ( الشاب الجريء)، ولما استل يده من بطنه كانت تقطر دما .. صائحا لزميله بسرعة الهرب موقعين ( سرية ) على الأرض .


- تنهض ( سرية ) نحو (الشاب الجريء) الجريح ، تکتم بطرف ثوبها نزيف دمه ترجوه أن يقاوم ليحيا وتخبره انه لا يوجد مثله وهي تشهد فلول الناس التي تسربت وايضا تتذكر ذلك البعيد الذي غدر سألته عن اسمه وعنوانه فلاحظت أنها ( لوكاندة ) وليست (منزلا) . أدركت أنه مثلها ( مغترب ) • رجته كما لو كانت من باقي أهله أن يحتمل ورجاها أن تظل بجانبه.. فتشبثت أصابع أياديهما ببعضها كانما يطرد كل منهما باصابع يد الآخر مشاعر ( الوحدة ) من روحه ... انتبهت الى ما يجب  ومالا يجب .. حاولت سحب يدها .. فتمسكت أصابعه بها ...ورجاها ثانية قبل الاغماءة أن تظل بجانبه .. لأنه يشعر بأنه يعرفها منذ زمن .. قال ذلك ثم غامت عيناه وارتخت على يديها يداه . فضمت راسه في جزع الى صدرها، بينما كان صوت سارينه البوليس يقترب .

Secret dreams

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع