القائمة الرئيسية

الصفحات

 - طفله صغيره حملتها امها ونزلت ضمن النازلين الى المخيا كان ذلك في لحظة . علا  بعدها صوت انفجار : بارود - مدافع - دانات

- کام اللي مات ؟

-هكذا تمتم العجوز المتهالك على أرض المخبأ وهو يرنو بعينيه المتعبتين إلى الارض. فلم يرد أحد ،وهو ايضا لم يكن ينتظر.


سبب الموت قصه قصيره


     عوادم اللحظه

- ارتفعت عيناه في وهن تطوفان بسقف المخبأ .

ثم حرك يديه فجأة في الهواء بعصبية ، كأنما يبعد

اشباع ذکری ما...بعدها سقطت يداه بجانبه ...


- عاد يتأمل وجوه المختبئين حوله ، فلطمه جزع

العيون العاكسه للاحتمالات ….!  ،تحركت عضله الفك، تشنجت فبدأ كالضاحك ، نظرت اليه الطفله الصغيره ، حسبت  أنه يضاحكها فضحكت ، فانفرجت اسارير المختبئين للبشرى ، وربت العجوز بيده الخشنة على خد الطفله الرقيق الذى تلطخه عوادم اللحظه ، وفى الم سال نفسه:

ترى هل تنجو هذه الصغيرة..؟...فعلا صوت القصف وازيز الطائرات ...ارتجف جسده الضعيف للاحتمال الأكبر ….


    الليلة سيما ومهرجان

وبينما ايقاع الزمن على النفس يقسو ويقسو ، تمرد فى الرأس (عقله) انفلت :

العجوز فى شبابه  كان فنانا ،والفنون جنون. 

انتفض واقفا فى اعوجاج مثير للضحك.، وعيون القوم تتابعه فى دهشه وقلق . انحنى فى كبرياء صوت امراه يقول 

-مسكين ذلك الرجل..

حيا كل المنتظريين وبانفاس متقطعه  وصوت يحمل على كتفيه بصمات الزمن قال :

- سيداتی - انسانی - سادتی :

الليلة سيما ومهرجان . كل الفرق في عزنا .

صفراوى ومطبلاتى وأبو قرنين ، ومهرج سيرك يمثل دور الأبضاي - الحبل مطوق في رقبته والطرف الثاني فى ايد القرداتى بيغنى له:

(شجيع السينما ماشى يكسر الميدان ، يموت المواشى  ، وسع ياجدع)


    الايد الصفراء لما تخون

- يتحمس الشجيع ترتوى الأرض بدم القطيع،

وزهور الورد ما بين نارين بتضيع  . ان راحوا يمين تقطفهم ايد الطاغون ،وان راحوا لمين تقطفهم الايد الصفراء لما تخون . وموسيقى الصمت تعزف وتقول :

(الصمت ده حكمه والشاهد ابو الهول . وبلاش أن إحنا نزود بحور الدم بحور)


    يا بحر فين موجك العالى

- فى المخبا  ران الصمت . همت الايادى بقول شىء ثم توقفت فى منتصف الطريق ، تعلقت أمام الصدور كشواهد القبور . يزداد الصمت .  العجوز 

يشعر باختناق ،يتجه بيمينه إلى شق فى جدار ياتى ببصيص من هواء ونور ...ورغم أن البحر كان بالانقاض شبه مردوم..إلا أن صوت العجوز انطلق يليل فى أسى : 

يا بحر فين موجك العالى …

بصوته إلى تملى يحلالى 

يا بحر خدنى فى حضنك سنين وايام ..

ده انا تعبان ونفسى ..نفسى انام..


      رجلين ورأس

- فجاه ينطلق صوت الصفير :

-( الهدنه ساعه ) يا اولاد  . (الهدنه ساعه) 

العجوز يجر فى رجليه . يكلم إلى حواليه:

-  بينا نطلع الجثث.

صوت يقول 

- طيب ليه

- لجل الطاعون

- لجل نصلى على الضحايا الصغيرين

- بينا نطلع الجثث .

  

اتجمعت كل الأيادی ، تزيح تراب  ، ألواح خشب.

صفائح قديمه ، ملايه سرير اتقطعت واتلونت من دم إلى نام عليها وصار حتت .

- بینا تطلع الجثت 

- رصوهم هنا ( رجلين وراس) •

- رجلين ورأس...؟

(والله لأزرعك في الدار يا عود اللوز الأخضر..

وأروي ها  الأرض بدمى . لتذهر فيها وتكبر ..يا عود الأخضر نادى . يا بلادى السمرا يا ولادى .

مدوا لى ها الايادى . حتى بلادى تتحرر )


كان ذلك الصوت يأتي ولم يهتم أحد من اين .

البعض يغني معه. و أخرون يستعجلوا العمل :

- رصوهم بسرعة قبل الدمار ما يضمنا لباقى الجثث.

- هات يا بنى شد معايا البنيه دى من تحت الأنقاض.

- ديه مش بنيه ده ولد.

- حط رأسها فوق رجلين إلى تحت .ايوه كده برافو عليك . لسه يا عينى صغيره.

- قلتلك دى مش بنيه ده صبى .

- الجثه التانيه بقى بالعكس . ايوه كده ..رجلين ورأس ..رجلين ورأس  

   

        هرم الجثث

- الجثث طلعت لفوق لفوق ،صارت هرم شامخ وعالى ، شعر بأن رأسه براس الاهرامات ، صار يكلمهم !

وما دام الجثث بتتكلم يبقى الحجارة بتسمع .سمعت كل انات هرم الجثث فاتكلمت: 

ايه الخبر..؟

والصوت في الأهرامات يعمل صدی . الحارس يتفزع- يبعث اشارة حمرا ء یعنی خطر. والتلامذه اللي كانوا في رحلة للهرم استغربوا ..!

- أيه الخبر ۰۰ ؟

- ايه الخبر..؟


 قيل أن الملوك (الموتى) قد غضبوا في مراقدهم لتطاول الرعاع بالحديث اليهم مباشرة .

وقال مراسل أجنبي لاحدى الصحف :

أن ( لجنة ) عالمية للحق الأثري اجتمعت بالأمس وأنها أي ( اللجنة ) قد تقدمت نيابة عن (حقوق الموتی) بطلب إلى المتحف البريطانی ، طلبت فيه ارجاع (ذقن) آبی الهول إلى وجهه ، مراعاة ( لوقاره) وايفاء بالوعد .


هرم الجثث

   

    رقصة الموت

- تکالت وكالات الأنباء تبث الرسائل

فهؤلاء قالوا :

- أن مراسليهم المندسين في أرجاء العالم قد شاهدوا ( قبل الفجر ) وفي الساحات المظلمة بالتحديد ، جثث تعانق بعضها البعض . ترقص على ايقاع أفریقی( رقصة الموت ) . وأن آلات العزف تصدر في ذات الوقت أصواتا تبدو كالآنات الرافضة بقوة للموت .. وأن آلات العزف هذه تتراوح بين ( الحناجر ودقات قبضات الأيدي والأقدام الحافية على الصدور والأرض ) 


وآخرين قالوا :

- انهم راوا ( العجوز ) وشاهدوه جالسا بجوار جدار سبق وأن هدمته دانة ، يستند برأسه إلى بقاياه بينما جسده ملقى على الأرض واضعا ساقا على ساق .

يهز احدی فردتي الحذاء المتهرىء على ايقاع دقات ( رقصة الموت ) و بين يديه احدى الصحف في وضع ( مقلوب )، يتصفح ما بين السطور مطلقا العنان الضحاك = ولا يوقفه الا نوبات السعال الدامية فيستسلم لها بوجه محتقن.




     سبب الموت

- وامرأة عجوز قالت :

- أنها رأته يدق بقدميه الأرض ويصيح على شيء ما وهو ينظر تجاه الرب ۰۰۰ وأنها في آخر الوقت رأته يرقص في وهن وقد تدلى لسانه حتى الصدر ولم يكن يصدر عنه أي صوت.

قالت ذلك وانفجرت في البكاء وهي تنظر الى جسده المسجى في تابوت الموت


قال الطبيب في تقريره الطبي عن سبب الموت: ( راقص ، ضاحك ، حالم حتى الموت ) 


سبب الموت قصه قصيره خياليه


قصص قصيره خياليه 

قصص قصيره ابداعيه

 ليل الاسكندريه خريف ٢٠٢٠





تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع