أريد أن أصبح لاشیء
- في البدء كانت تناقش وتحاوره، بنية ان
يفهمها وتفهمه. لكن يده سرعان ما كانت تمتد ، وتنهي ذلك النقاش وتلك المجادلة .
- تعلمت أن تكتم غيظها حتى تهدا . تقبل عليه. تعتذر عن خطا لم ترتكبه.
- بالخبرة وجدت أن ذلك ينهي الخلاف أسرع . وكان هو لا يجد للسكوت بديلا ، فيسكت والعبوس يملأ وجه ،تسرعت بفتح المذياع عله يبتسم.
- لما انتبه الى حيلتها، قذف بالمذياع الى الحائط . فتوقف صوت الأغنيات . صدرها يعلو ويهبط بانتظام اسرع كأنما پستنجد. سبابته أمام وجهها. تلوح وتهدد تراجعت للخلف ، وبحركة لا شعورية وضعت يديها على خديها، بينما عينيها ترجوان في خوف.
- المذياع المهشم على الأرض يصدر صفيرا حادا . يلف روحها القلق.کغریقة تفتش بعينيها .تبحث عن ابتسامة قديمة ، وملمح طفولة ، طالما أحبتهما في وجهه.تغوص تبحث عن ظل .عن رقه .عن قطره ماء، عن نيته . تشتاق لأغاني الحب، لتلامس أرنبة الأنف وتناغم دقات القلب - تبحث عنه فیه. تتوه بصحراء جرداء قفر. تلوح بالمنديل الأبيض . يمزقه. يشملها الاغتراب والحزن
- دممة صغيرة انزلقت في صمت الى فمها ، تشکو اليه حزن العينين وصمتهما - وذابت ملحا وهي تئن
- لمح الدمعة في عينيها . لمعت عيناه - ابتسم في نشوة منتظرا أخريات . أغضبه ذلك الامتناع وجواب الصمت تقدم بجسده الضخم تراجعت ۰۰( عيناه جاحظتان ، فيه تتطاير منه أحرف الكلام - صوته الأجش يطبق على المكان ، وسبابته لازالت تلوح )
- ملاتها الرغبة في الصمت اکثر • استشاط غضبا. تقدم ، تراجعت ، تقدم ، تراجعت . احتضن ظهرها الحائط.
- نظرت في عمق العينين ولم ترمش - وكان قد اعتاد أن عينيها ابدا لا تواجهانه. فارتبك لحظة . أدهشتها وأغضبته . فاندفع يطبق على رأسها ، يهزه بعنف لم تصرخ .غاصت في عمق العينين اكثر . ارتجف ، أمسكت الضعف القابع بهما. انتبه، هاجمها:
أنت بدونی لا شيء أنت بدونی لا شيء •
- شعرت أن صوته يجهضها عنوة اندفع جسدها نحو الباب صارخة في غضب : ( أريد أن أصبح لا شيء . أريد أن أصبح لا شيء ). فتسمرت قدماه في الأرض، لفه الخرس .
- استقبلتها أصوات الليل . ووحشته ، وفضول القوم . أوهنتها لحظة خوف. توقفت . سبت أذنيها جملته ، مختلطة ببكاء منهار غث . فتلاشى منها الخوف . تملكتها رغبة أن تبتعد . ضربت بقدميها في الأرض.
تعليقات
إرسال تعليق